مساعد رئيس مجلس الأمناء 
للدراسات العليا والبحث العلمي
د. صالح بن محمد اليحيى

في ظل عالم يشهد تطورات علمية متسارعة وابتكارات مستمرة، أصبح البحث العلمي والدراسات العليا من الركائز الأساسية في نهضة الدول وتعزيز تنافسيتها. وتماشيًا مع رؤية المملكة 2030، التي تضع التحول نحو الاقتصاد المعرفي والابتكار في مقدمة أولوياتها، تسعى كليات عنيزة إلى تطوير بيئة أكاديمية متكاملة تدعم الدراسات العليا، والبحث العلمي، والإبداع، والتعاون الدولي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، تم تأسيس إدارة الدراسات العليا لتقديم برامج نوعية مصممة وفقًا لاحتياجات سوق العمل، تهدف إلى تخريج كفاءات عالية التأهيل قادرة على الإسهام في التنمية الوطنية، وتعزيز التخصصات التي تلبي متطلبات المستقبل. كما يسهم مركز البحوث العلمية في تطوير منظومة البحث العلمي من خلال دعم المشروعات البحثية ذات القيمة المضافة، ورفع مستوى الإنتاج العلمي ونشره في المجلات العلمية الرصينة عالية التأثير، مثل ISI وScopus، بما يعزز مكانة الكليات في المشهد الأكاديمي العالمي.

وانطلاقًا من أهمية الابتكار في دعم الاقتصاد المعرفي، تم إنشاء مركز الإبداع والابتكار ليكون حاضنة للأفكار الريادية، ويدعم الباحثين والمبتكرين في تطوير حلول تقنية متقدمة، تسهم في معالجة التحديات الوطنية وتعزز تنافسية الاقتصاد السعودي. كما تم تعزيز التعاون الدولي من خلال إدارة التعاون الخارجي، التي تعمل على بناء شراكات أكاديمية وبحثية مع مؤسسات عالمية مرموقة، مما يسهم في تبادل المعرفة وتطوير المشروعات البحثية المشتركة.

وضمانًا لتحقيق أعلى مستويات الجودة والكفاءة، تم تعزيز الحوكمة من خلال استحداث سياسات وأدلة وآليات تنظيمية تدعم التكامل بين الإدارات المختلفة، وتسهم في تحسين الأداء، وتعزيز تأثير البحث العلمي، وفقًا لأفضل الممارسات العالمية.

وتأتي هذه الجهود تجسيدًا لرؤية القيادة الرشيدة – حفظها الله – التي تحرص على توفير بيئة محفزة للبحث العلمي والابتكار، بما يسهم في بناء مجتمع معرفي متقدم، ويدفع عجلة التنمية الوطنية، ويحقق مستهدفات المملكة في الريادة العلمية والاقتصادية.

والله ولي التوفيق.